تدور السورة الكريمة حول محورٍ من المحاور
الأساسية والركائز الجوهرية لهذا الدين ، إنه الهدف الأساسي الذي نزل من أجله
القرآن : إنه العصمة من أمواج الفتن المتلاطمة وحُشُودها المتلاحمة ، فتنٌ متنوعةٌ
متباينةٌ متزاحمةٌ تجعلُ الحليمَ حيرانَ: فتنة السلطان ، وفتنة
الأهل والعشيرة ، وفتنة المال ، وفتنة الولد ، والاغترار بالدنيا الفانية ، وفتنة
إبليس اللعين ، وفتنة العلم ، وفتنة يأجوج ومأجوج ، وفتنة الأهواء .
وبَيْنَا تُبيِّنُ لنا السورةُ الكريمةُ أنواعَ
الفتنِ وتحذِّرُ من مخاطِرِها ، فإنها تخُطُّ لنا طريقَ العصمة وتبرزُ لنا معالم
النجاة ، وذلك بإتباع المنهج الرباني ، والاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه ، وتصحيح
المفاهيم وتقويم الموازين ، وتأصيل القيم ، والنظرة الصحيحة للكون والحياة ، وإدراك
حقيقة الدنيا الفانية ، والعمل لدار الخلود ، إلى جانب الصحبة الصالحة ، والتحصُّن
بالعلم النافع ، والتزود بالعبادةِ الصحيحة ، والتذرع بالصبر والثبات ، والتحلي
بمكارم الأخلاق ، والاعتبار بقصص السابقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق